14 Jul
14Jul


يـحكى أنه كان هناك  مجموعة من القنافذ تعاني البرد الشديد 


فإقتربت من بعضها وتلاصقت طمعاً في شيء من الدفء ،

لكن أشواكها المدببة آذتها ،  فإبتعدت عن بعضها ، فأوجعها البرد القارص 


فإحتارت ما بين ألم الشوك والتلاصق ، وعذاب البرد  

!ووجدوا في النهاية ، أن الحل الأمثل ، هو التقارب المدروس

 بحيث تحقق أقصى قدر ، من الدفء والأمان ، مع أقل قدر من الألم ووخز الأشواك 


فإقتربت ، لكنها لم تقترب الاقتراب المؤلم ، وابتعدت  لكنها لم تبتعد الابتعاد الذي يحطم أمنها وراحتها 


وهكذا يجب أن يفعل السائر في دنيا الناس ، فالناس كالقنافذ  يحيط بهم نوع من الشوك غير المنظور ،  يصيب كل من ينخرط معهم بغير حساب ،  ويتفاعل معهم بغير انضباط


لذا وجب علينا ، تعلم تلك الحكمة من القنافذ الحكيمة ، فنقترب من الآخرين اقتراب من يطلب الدفء ويعطيه ونكون في نفس الوقت منتبهين إلى عدم الاقتراب الشديد

حتى لا ينغرس شوكهم فينا 


نعم الواحد منا بحاجة إلى أصدقاء حميمين ، يسعد بقربهم ويفرغ في آذانهم همومه حينا ، وطموحاته وأحلامه حينا آخر ، لا بأس في أن يكون لك صفوة من الأصدقاء المقربين

لكن بشكل عام ، ولكي نعيش في سعادة ، يجب أن نحذر الاقتراب الشديد والانخراط غير المدروس مع الآخرين ، فهذا قد يعود علينا بآلام وهموم نحن في غنى عنها 


احذر يا صديقي أن تكون بوابة القلب بلا مفتاح ، يدخلها من شاء دون أن يؤدّي طقوس الصداقة ، ويوقّع على شروطها 


عِش في الدنيا وبينك وبين سكانها مساحة ثابتة تتيح لك أمان غَدَراتهم ، وسوء تدبيرهم 


وتذكّر دائماً أن الناس قنافذ


فاقترب ولا تقترب, وابتعد دون أن تبتعد

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة